Table-ronde : A97 - مقاربات للفلسفة في تونس :من التاريخ إلى التفكير

 

يظن الكثيرون أن تاريخ الفلسفة في تونس هو تاريخ تدريسها. ولذلك يذهب بهم الوهم في تصنيف مدارسها ولا سيما في الجامعة منذ بداية الستينات كل مذهب. ولا شك أن "فلسفات الجامعة"، على حد عبارة المجموع الذي نشر بعناية كوليج الفلسفة في باريس (بايو، باريس 1979)، هامة من جهة ما طرحه الجامعيون التونسيون على أنفسهم من إحراجات تعلق بعضها بكيفية التواصل مع الفلسفة الوافدة عليهم من أوروبا وأمريكا، فهما وترجمة وتدريسا، وتعلق البعض الآخر بكيفية قراءة الفلسفة العربية من بعد معرفتهم وتمرسهم بالفلسفات الغربية، ومن بعد تشخيصهم لكيفية تنزيل فلسفتهم "العربية"؟ أو "الإسلامية"؟ أو "العربية الإسلامية"؟. لا شك أن هذه الإحراجات قد كانت حاضرة في ما شغلوا به تفكيرهم، وفي ما ألفوا من الكتب والمقالات خلال مسيراتهم المختلفة. ومن البديهي أن تكون هذه التجربة التي تبلغ هذه السنة عامها الستين محل قراءة ومراجعة ومناقشة، لا على جهة التوصيف الخارجي مثلما استقر على ذلك بعض إخباريي (chroniqueurs) الفلسفة، في تونس وخارجها، وإنما على جهة قراءة الأثر ومجادلة افتراضاته، وإجلاء إشكالياته، واستشراف أسئلة المستقبل فيه. إن من شأن هذه المقاربة الأولى إتاحة حوار، ربما ينعقد لأول مرة بين فلاسفة الجامعة التونسيين. 

ولكن تاريخ الفلسفة في تونس هو أيضا تاريخها القديم وتاريخها الوسيط وتاريخها الحديث، وذلك على مستويات ثلاثة : 1) جرد محصلات المدارس الفلسفية التي استقرت حتى ضمن تواريخ الفلسفة العالمية وإن في منزلة ثانوية(أوغستين، ابوليوس، ترتوليانوس،لاكتنسيوس، ابن خلدون، وغيرهم)2) استدراج مفكرين غير تقليديين في معيار الفلسفة المتداول وتثبيتهم في حقل التفكير الفلسفي (بيرم الخامس، خير الدين، الطاهر الحداد ..) 3) استشكال علاقة خلاقة واستئنافية للفلسفة في تونس تتجاوز إطارها التدريسي لتصبح ظاهرة ثقافية ذات إسهام في قضايا الفكر العالمي اليوم. 

ذلك ما يريد معهد تونس للفلسفة وكرسي اليونسكو للفلسفة بتونس أن يخصّصا له مائدة مستديرة ضمن الدّورة الأولى من المنتدى انسانيّات. 

الإشكاليات المقترحة :